كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين فى الكورسات والدروات المجانية تحميل مباشر

Ads1

آخر المواضيع

الثلاثاء، 18 يوليو 2023

خطبة مختصرة عن حياة الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة قابلة للطباعة

2023 new

 



 إن الإمامة في الدين؛ إنما تنال بالصبر واليقين، كما قال رب العالمين: (جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)[السجدة:24]، وإن في تاريخ الإسلام علماء ربانيون، وأئمة مهديون، قاموا بالإسلام وللإسلام

وحديثنا اليوم يتناول أحدَ الأئمَّة الأعلام، يُعدُّ بحق إمامَ القرن الثالث الهجري، فريدُ عصره، ونادرة دهْره، قَلَّ أن يجود الزمن بمثله، إنَّه إمام أهل السُّنَّة، العالم المبجل أبو عبدالله أحمد بن حنبل , قال عنه الإمام الشافعي: "خَرَجتُ مِنْ بَغْداد، فَمَا خَلَّفتُ بِها رَجلاً أَفْضلَ، ولا أَعْلَمَ، ولا أَفْقَهَ، وَلاَ أَتْقَى مِنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ

أما عن نشأته فقد وُلِد ببغداد ، فربته أمُّه، وشبَّ على طلب العلم، وحَفِظ القرآن، وأقبل على الحديث، وألَّف المسند في مدة ستِّين سَنة، ورحل إلى البلدان يطلب العلم والحديث فسافر إلى مكة والبصرة والمدينة واليمن، وكثير من بلاد الإسلام

وأما عن زهده  فكان معرضا عن الدنيا بما فيها مقبلا للآخرة ، فلم يقبل هدايا الخلفاء والسلاطين، قال إسحاق بن موسى الأنصاريُّ: "دَفَع إليَّ المأمون مالاً فقال: اقسمْه على أصحاب الحديث، فإنَّ فيهم ضعفًا، فما بقي أحدٌ إلاَّ أخذ، إلاَّ أحمد بن حنبل فإنَّه أبَى". وكان محباً للفقراء، المتواضعين لله ورسوله والمحبين للدين فكانوا يحضرون دروسه وينزلهم منزل الأعزاء وكان يشارك الناس ويتحدث ابنه عبدالله عن مشاركته للناس فيقول: "لم يرَه أحدٌ إلاَّ في المسجد، أو حضور جنازة، أو عيادة مريض، ولا يدع أحدًا يتبعه"، 

قال ابنُه عبدالله: "دخلتُ عليه يومًا من الأيَّام في غرفة مظلمة، فوجدتُه متربعًا يبكي، فقلت له: يا أبي، ما شأنك؟ لِمَ تجلس هذه الجِلْسة وتبكي؟ قال: يا بني، أتفكَّر في القبر وأهواله، أتفكر في اليوم الآخِر".

أما عن عمله فكان يعمل حمالا ويحب أن يأكل من عمل يديه , يعمل حمالا وهو من ؟؟ إمام زمانه قال صالح ابنه: "ربَّما رأيتُ أبي يأخذ الكِسَر -الخبز-، ينفض الغبارَ عنها، ويصيرها في قصْعَة، ويصبُّ عليها ماءً، ثم يأكلها بالمِلْح".

أما عن محنته فكانت من أعظمَ مِحنة وفتنة تعرَّض لها الإمام هي مِحنةُ القول بخَلْق القرآن، ومعلوم أن القرآن كلام الله، وصفات الله غير مخلوقة -تعالى- الله عن ذلك علواً كبيراً، لكن استطاع المعتزلةُ إقناع الخليفة المأمون باعتقادهم الضال في القرآن، وزعمهم بأن القرآن محلوق.

أمر الخليفة المأمون بحبس كل من ينكر أن القرآن مخلوق وكان منهم أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح  إلا الإمام أحمد ومحمد بن نوح كانا ممن قال الله فيهم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)[الأحزاب:23]. فقد رفضا القول بخلق القرآن، فأمر المأمون أن يحملا إليه وكان الإمام أحمد يدعو الله أن لا يرى وجه المأمون، وفي أثناء الطريق جاء رجل يقول: يا أبا عبد الله؛ قد مات الرجل  

وجاء المعتصم بعد المأمون وكان أشد منه بطشا وسجن الإمام أحمد وكان يعذب أشد العذاب كان يضرب بالسوط حتى يغمى عليه  وكان يفيق فيقومون بضربه وشعر المعتصم بان الإمام كاد أن يموت من التعذيب فخلى سبيله ومات المعتصم وجاء بعده الواثق فأصدر قرارا بأن يمنع أحمد من المساجد ودروس العلم وأن يكون خارج البلد وليذهب حيث شاء من الأرض

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه إلى يوم الدين

يارب رضاك خير إلي من الدنيا وما فيها .... يا مالك النفس قاصيها ودانيها ... فنظرة منك يا سؤلي ويا أملى خير إلى من الدنيا وما فيها ....فليس للنفس أمآل تحققها سوى رضاك فذا أقصى أمانيها

أما عن أخلاقه أتاه رجل في مسجدنا، وكان الرجل حسنَ الهيئة ثم دنا منه فرفعَه أبو عبدالله، فقال الرجل: يا أبا عبدالله، اجعلني في حلٍّ، قال أحمد: مِن ماذا؟ قال: كنتُ حاضرًا يومَ ضُرِبت، وما أعنتُ ولا تكلَّمت، إلاَّ أنِّي حضرت ذلك، فأطرق أبو عبدالله، ثم رَفَع رأسَه إليه فقال: أَحْدِث لله توبةً، ولا تَعُدْ إلى مثل ذلك الموقِف، فأنت في حلٍّ، وكلُّ مَن ذَكَرني إلاَّ مبتدعًا، قال أبو عبدالله: وقد جعلتُ المعتصم -الخليفة الذي ضربه وسجنه وأهانه– في حلٍّ، ورأيتُ الله يقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[النور:22].

توفي الإمام أحمد بن حنبل نهار الجمعة، الثاني عشر من ربيع الأول، سنة مئتين وإحدى وأربعين للهجرة، وكان عمره سبعًا وسبعين سنة ودفن ببغداد.وعلت أصوات الناس بالبكاء، وكان الناس يدخلون عليه أفواجًا يسلمون عليه ويخرجون ويترحمون عليه

توفي الإمام أحمد ولازالت الألسنة تذكره، والقلوب تحبه، وقد ترك للأمة تراثاً علمياً، ومذهباً فقهياً، وعلماً يقرأ ويدرس ويستفاد منه، هذا هو الشرف والفخر الحقيقي، ولمن يبحث عن ما يخلد ذكره، فإنه لا يوجد إلا في العلم

2023 new

هناك تعليق واحد:

  1. رحم الله اما اهل السنة والجماعة و شكرا على المقالة

    ردحذف