كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين فى الكورسات والدروات المجانية تحميل مباشر

Ads1

آخر المواضيع

الأربعاء، 23 أغسطس 2023

خطبة أكثر من روعة" بعنوان ما هى التجارة التى لن تبور؟" قابلة للطباعة ولا تحتاج إلى تحضير

2023 new





  نعرض اليوم على مسامعكم تجارة من التجارات، وضربًا من ضروب الأسهم والمرابحات , تجارة تستحق منّا أن نتحدث عنها فى بيوت الله وبيوتنا وأن نتسابق عليها وأن نتزاحم على الأبواب , هذه التجارة هي لأهل الإسلام والإيمان فالكل يبحث عن الربح العالي ، الكل يبحث عن الغنى الفاحش، الكل يلهث وراء الدنيا، إلا من رحم الله وقليل ماهم، ولكن عندما نبحث عن المتاجرين مع الله، الباحثين عن الربح الوفير مع الله، نجدهم قليلاً ، مع أن الفرق بين التجارتين كما بين السماء والأرض ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

والسؤال الآن  ما هى التجارة التى لن تبور من الذى يستطيع أن يتاجر مع الله  فالفقير يتاجر مع الله، والغني يتاجر مع الله، والمريض يتاجر مع الله، الكل بلا استثناء يتاجر مع الله، فقط استحضر النية، وتاجر مع الله  , يقول المولى جل في علاه (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) [فاطر: 29] لن تبور بمعنى لن تخسر  

  ومن صور التجارة التى لن تبور قراءة القرآن الكريم وصوم التطوع  فكما جاءت فى الآيه الكريمة (يتلون كتاب الله) فتلاوة القرآن هى تجارة مع الله  وكذلك الصوم «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إلا الصوم ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي

  ومن صور  التجارة التى لن تبور  الصلاة ففى الحديث رواه  أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته  عبد الله: أرأيت كل يوم يناديك المؤذن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح , الصلاة يا موحد ... الصلاة يا مؤمن هى الفلاح والتجارة التى لن تبور فى يوم الجمعة المولى سبحانه وتعالى يناديك ( يأيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ........ قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) المولى سبحانه وتعالى يذم الدنيا ويذم حبك وتعبك لها قائلا وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب  فالتجارة فيها خاسرة

وكانت صلاة الجمعة بالنسبة للصحابة سباق يتنافسون فيه على من سيحضر فى الصف الأول لأن النبى صلى أخبرنا أنه من حضر فى الساعة الأولى فكأنما قدم بدنا ومن حضر فى الساعة الثانية فكأنما قدم بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة .

ومن صورالتجارة التى لن تبور  الإنفاق فى سبيل الله والصدقة فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف )مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)  وخير النفقة والصدقة على أهل بيتك وعَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً"

ولقد كان لنا فى رسول الله أسوة حسنة حيث ربى النبى  أصحابه تربية قرآنية من العيار الثقيل حيث قال تعالىفِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ  رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ  لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ

حيث كان النبى يذكرهم بالآخرة وما فيها، ويُزَهِّدهم في الدنيا وحُطامها  فكان يقول مَن يشتري بئر رومة وله الجنة؟ ، ويقول من يجهِّزُ جيش العسرة وله الجنة؟ ، ويقول في أحد مَن يردُّهم عنَّا وله الجنّة

وكما جاء فى السنة الصحيحة  قال ابن مسعود: لما نزلت: ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) قال أبو الدحداح: وإن الله يريد منا القرض؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم يا أبا الدحداح». قال: ناولني يدك، فناوله صلى الله عليه وآله وسلم يده: قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي -حائطاً فيه ستمائة نخلة- ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه في عيالها، فناداها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك. قال: أخرجي من الحائط فإني قد أقرضته لربي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كم من عذق رداح لأبي الدحداح». فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ . فَقَالَتْ : رَبِحَ الْبَيْعُ 

ويذكر لنا ابن عباس عن واقعة حدثت فى زمن خلافة أى بكر الصديق  حيث قال ابن عباس : قحط الناس في زمان أبي بكر، فقال أبو بكر: لا تمسون حتى يفرج الله عنكم. فلما كان من الغد جاء البشير إليه قال: قدمت لعثمان ألف راحلة براً وطعاماً، قال: فغدا التجار على عثمان فقرعوا عليه الباب فخرج إليهم فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: قد بلغنا أنه قد قدم لك ألف راحلة براً وطعاماً، بعنا حتى نوسع به على فقراء المدينة، فقال لهم عثمان: ادخلوا فقال لهم: كم تربحوني على شرائي من الشام؟ قالوا العشرة اثني عشر، قال: قد زادوني، قالوا: العشرة أربعة عشر، قال: قد زادوني. قالوا: العشرة خمسة عشر، قال: قد زادوني، قالوا: من زادك ونحن تجار المدينة؟ قال: زادني بكل درهم عشرة، عندكم زيادة؟ قالوا: لا!! قال: فأشهدكم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المدينة  فعثمان رضي الله سنحت له الفرص في الاحتكار والاستغلال وحاجة الناس؛ ومع ذلك آثر ما عند الله عز وجل والتراحم والتكافل؛ فتاجر مع الله فكانت تجارة رابحة

ومن صور التجارة التى لن تبور  فى التطوع فى قضاء حوائج الناس  لقوله صلى الله عليه وسلم : “لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً   قال تعلى :  وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

 

فاعلموا ـ عباد الله ـ اعلم أن المال إن سكن فى قلب الإنسان  فعلم أن العاقبة وخيمه وأنه قد آثر دار الفناء على  دار البقاء ، ولذلك كان حبيبكم  يُحَذِرُ أصحابه أشدَّ تحذير مِن الدنيا  اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وكان    يقول فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسَطَ عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم  فاللهم أحسن ختامنا وجعلنا ممن يشترون الآخرة بالدنيا ومن الذين يريدون تجارة لن تبور.

 

 

 

 

2023 new

هناك تعليق واحد: