الحمدُ
لله العَليمِ الخبيرِ، السَّميع البصِير، أحاطَ بكلِّ شيءٍ عِلمًا، وأَحصَى كلَّ
شيءٍ عَددًا، لا إلهَ إلاَّ هو إليه المصير، أحمَدُ ربِّي وأشكرُه، وأتوب إِليه
وأستغفِره، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شَريكَ له العليُّ الكبيرُ، وأشهَد
أنَّ نبيَّنا محَمَّدًا عَبدُ الله ورسولُهُ البَشيرُ النَّذيرُ والسراجُ
المُنيرُ، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبَارِك على عبدِكَ ورسولِكَ محمَّدٍ، وعلى آلِه
وأصحابِه ذَوي الفَضلِ الكَبيرِ.
موعدنا اليوم -إن شاء الله- مع عالم جليل ،
ومحدث بارع ، وعلم من أعلام الأمة إنه :محمد بن إسماعيل الإمام
البخاري )، فكثيرا ما نسمع رواه
البخاري ، أو أخرجه البخاري ، أو هذا الحديث في صحيح البخاري )، قال الحافظ ابن
حجر رحمه الله تعالى: "ولو فتحتُ بابَ ثناء الأئمة عليه، ممَّن تأخَّر عن
عصره؛ لفني القِرْطاس، ونفدت الأنفاس؛ فذاك بحرٌ لا ساحل له
مولده فمن هو البخاري ؟ ،وماذا عن نسبه ونشأته ؟،
فنقول : هو محمد بن إسماعيل بن أبو عبد
الله البخاري الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه , نسبة إلى مدينة "بُخارى" الواقعة
في بلاد ما وراء النَّهر، وهي الآن تقع في الجزء الغربي من جمهورية أُوزبكستان"
أُلهم حفظ الحديث وهو في الكُتَّاب
وعمره عشر سنوات، وكان يصحِّح للشيخ خطأه في الإسناد وهو ابنُ إحدى عشرة سنة، وحفظ
كتب العلماء الكبار وهو ابن ست عشرة سنة، ثم حجَّ مع والدته وجاور بمكة لطلب
الحديث. بدأ تصنيف بعض كتبه وهو ابن ثمان
عشرة سنة
والكتب التي كتبها
وهو في هذه السنِّ المبكِّرة يقوم على دراستها عشرات من كبار الدارسين في هذا
العصر لنَيْل درجات علمية عالية
سر تفوقه لم يصل البخاري إلى هذه المنزلة بسهولة من العلم والعمل، والحفظ والفقه، والورع
والعبادة، والزهد والقوَّة، مع شهرةٍ واسعة، وقَبُول في الأرض، يطرح سؤالاً
مهمًّا: ما الذي بلغ به هذه المنزلة؟! إن الذي أوصله إلى ذلك
المكان الرفيع صلاحَ أبويه، فأمُّه كانت كثيرة العبادة والدعاء، وقد أكرمها الله
وابنها بكرامةٍ عجيبة؛ ذلك أن ابنها محمدًا ذهبت عيناه في صغره، فرأت والدته
الخليلَ ابراهيمَ في المنام؛ فقال لها: "يا هذه، قد ردَّ الله على ابنكِ
بصَره بكثرة دعائكِ. فأصبح وقد رَدَّ الله عليه بصره" ,فصلاح الأبوَيْن له أثره على الذُّرِّيَّة، وهو سبب الصلاح والتوفيق،
وقد حفظ الله مال اليتيمَيْن بصلاح أبيهما: ﴿ وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي
المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾
مدى ذكائه كان أئمة الحديث فيها يسمعون عن
قوَّة حفظه؛ فأرادوا امتحانه، فعمدوا إلى عشرة من حفَّاظهم، مع كلِّ واحدٍ عشرةُ
أحاديث قلَّبوا أسانيدها وخلَّطوها، فأخذوا يلقونها على البخاري حديثًا حديثًا،
وهو يقول: لا أعرف هذا الحديث؛ حتى أنهوا المائة حديث، ثم أعاد عليهم المائة حديث
بخطئهم، ثم أعادها مرة أخرى مصحَّحة؛ فأقرُّوا له بالحفظ، وكان يقول البخاري “أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث
غير صحيح”
سبب
جمعه لأحاديث الرسول إن البخاري رأى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في
المنام؛ قال يصف تلك الرؤيا: "وكأنني واقفٌ بين يَدَيْه، وبيدي مروحة أذبُّ
بها عنه، فسألتُ بعض المعبِّرين؛ فقال لي: أنت تذبُّ عنه الكذب؛ فهو الذي حملني
على إخراج الجامع الصحيح
وقال: "كنا عند إسحاق بن
رَاهَوَيْه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم! قال: فوقع ذلك في قلبي؛ فأخذتُ في جمع الجامع الصحيح" كانت
رؤياه وقولُ شيخه حافزًا على جَمْعِه "الصحيح . يقول البخارى
رحمه الله: "ما وضعتُ في كتاب "الصحيح" حديثًا إلاَّ اغتسلت قبل
ذلك وصليتُ ركعتين"! ويقول: "صنَّفْتُ "الجامع" من
ستمائة ألف حديث، في ست عشرة سنة “ وقال:
“لم أخرِّج في هذا الكتاب إلاَّ صحيحًا، وما تركتُ من الصَّحيح أكثر”ويعرف باسم: “الجامع
الصّحيح” أمَّا اسمُه الذي سمَّاه به مؤلِّفه:“الجامع الصَّحيح المسند من
حديث رسولِ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم – وسُنَنه وأيَّامه”. وكان من
شرط البخاري في “الجامع” اشتراط المعاصرة، وتحقُّق اللِّقاء بين الرَّاوي وشيخه
إذا روى عنه بالعنعنة. والإمام مسلم كان يكتفي باشتراط المعاصرة ولا يشترط الالتقاء
علاقته بربه وكان فيه خشوعٌ عجيبٌ؛ قام يصلِّي
يومًا، فلسعه زنبورٌ سبع عشرة مرة، حتى تورَّم جسدُه، ولم يقطع صلاته حتى أتمها!
فقالوا له في ذلك؛ فقال: "كنتُ في سورةٍ، فأحببت أن أُتِمَّها
بلغ من شدَّة
وَرَعِه، أن ابنه أرسل إليه بضاعةً، فطلبها بعض التجار بربح خمسة آلاف درهم؛ فقال:
"انصرفوا الليلة؛ فجاءه من الغد تجارٌ آخَرون، وطلبوها بربح عشرة آلاف؛ فقال:
إني نويتُ أن أبيعها للذين أتوا البارحة، ولا أحبُّ أن أغيِّر نيَّتي" ومع علمه وحفظه كان آيةً في العبادة، لم يشغله
الحديث عن القرآن؛ إذ كان يختم في كل يوم من رمضان ختمة ويصلي في آخر الليل ثلاث عشرة ركعة
احترامه للعلم وأرسل إليه أحد الولاة أن يأتيه
بكتابَيْه:
"الصحيح" و"التاريخ"؛ حتى يسمعهما منه؛ فقال لرسول الوالي: "أنا لا أذلُّ العلم،
ولا أحمله إلى أبواب الناس؛ فإن كانت لكَ إلى شيءٍ منه حاجة؛ فاحضر في مسجدي أو في
داري ولَم يوافق على هذا الطلب ورفَضه؛ وهذا لأنَّ مَن أراد العلم أتاه، فما
سُمِّي طالب العلم بهذا، إلاَّ لأنه يطلب العلم حيث كان، فبَقِي هذا الأمر في نفس
الأمير وصَل به الأمر إلى أن يأمُر بنفْيه من تلك البلاد
وفاته عندما أمر الحاكم بنفيه لانه رفض ان يذهب ليعلم أولاده , استقرَّ البخارى بإحدى قُرى سمرقند تُدعَى: "خَرْتَنْك ، فكان له بها أقرباء أقام عندهم
أيَّامًا، مرض مرضًا شديدًا، فسُمِع ليلةً وقد فرغ من صلاة الليل يقول:
"اللهم إنَّه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَت، فاقبضني إليك"، فما تمَّ
الشهر حتى مات
كلمات مفتاحية
أصل البخاريقصة الإمام البخاري مع أمه
تعريف الإمام البخاري
نسب الإمام البخاري ومسلم
هل كان الإمام البخاري أعمى إسلام ويب
قصة الإمام البخاري مع العمى
متى توفي البخاري
اين ولد الإمام البخاري
ردحذفحياكم الله وأسعدكم فى الدارين وأعطاكم كل ما تتمنون لمن صلى وسلم على النبى العدنان🌺