الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونؤمن به
ونتوكل عليه ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا فانه من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبد
الله ورسوله ثم اما بعد فإن خطبه اليوم بعنوان وقفات مع صفات عباد الرحمن الله عز وجل
يقول في كتابه العزيز وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ
قَالُوا سَلامًا (63) وصفهم الله عز وجل عباده
الصالحين بأنهم يمشون على الارض متواضعين ولا تمش في الارض مرحا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما انهم اذا خاطبهم أحد
من السفهاء اعراضوا عنهم دون ان يرد الإساءة بالإساءة فليس المسلم بالطعان ولا فاحش ولا بذيء
والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما اي
الذين يحافظون على الصلوات قال تعالى والذين هم على صلواتهم يحافظون ويبيتون لربهم
سجدا وقياما يقومون من الليل ويصلون متضرعين لله ودر قول القائل
لله قوم أخلصوا في حبه فأحبهم واختارهم خداما
قوم إذا جن الظلام عليهم قاموا هنالك سجدا
وقياما
يتلذذون بذكره في ليلهم ونهارهم لا يبرحون صياما
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان
عذابها كان غراما فانهم يتضرعون الى الله عز وجل بان يصرف عنهم عذاب جهنم ان
عذابها كان غراما كان لزاما لأهل الكفر والمشركين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
ان ناركم هذه التي توقدون هي جزء من سبعين جزء من نار الأخرة
ان عذابها كان غراما كان ملازما
لصاحبها انها ساءت مستقرا ومقاما اي بئس المستقر وبئس الختام قال تعالى (والذين
إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) اي ان عباد الرحمن وسط
في الاسراف في والاقتدار فلا يسرفون في يبذرون فان المبذرين كانوا اخوان الشياطين
ولا يضيقون وكان بين ذلك قواما أي وسط في الاسراف في والانفاق
(والذين لا يدعون مع الله الها آخر)
انهم لا يدعونا ولا يشركون مع الله أحد فهم يعبدون الله مخلصين له الدين و لا
يشركون به احد ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق لانهم لا يقتلون النفس
التي حرمها الله لان النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا يحل دم امرؤ مسلم الا بإحدى
ثلاث رجل من كفر بعد ايمانه والزان المحصن وقتل النفس بغير النفسي
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم ايوه ذنبي أعظم
عند الله قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم اي قال ان تزاني حليله جارك قال ثم
اي قال ان تقتل ولدك خشيت ان يطعم معك وقوله تعالى ولا يزنون اي انهم لفروجهم
حافظون اللي على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم
قال تعالى( ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له
العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) انه في العذاب خالدا يوم القيامة اذا فعل
ما نهى الله عنه الا من تاب وامن وعمل عملا صالحه في الله عز وجل يقول فأولئك يبدل
الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله
متابا ثم اتحدث الله عز وجل عن صفات عباد الرحمن الذين لا يشهدون الزور اي انهم لا
يشهدون المنكر ولا يشهدون على غيرهم ولا يشاركون في الاتهامات بالباطل والحلف
الكذب على غيرهم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا
بل يا رسول الله قال الإشراك بالله ثم عقوق الوالدين وكان
متكا فقال الا وقول الزور الا وقول الزور فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت
وقال تعالى( والذين اذا ذكروا
بايات ربهم لم يخروا عليها ثم وعميانا) انهم اذا ذكرهم احد بآيات ربه فاستجاب
له ولانت قلوبهم لان الله عز وجل يقول ( الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) و كان
احد الصالحين يسمى ميمون بن مهران كانت له جاريه فكانت هذه الجارية ذات مره تسكب
عليه الماء يغسل يده ل يتوضأ فوقع الإناء من يديها فنظر اليها مغضبا وهم ان يضربها
فقالت له والكاظمين الغيظ فقال لها كظمت غيظى فقالت له والعافين عن الناس قال لها عفوت عنك
فقالت له والله يحب المحسنين قال لها احسنت إليك وجعلتك حره لوجه الله
ثم ختم الله سبحانه وتعالى بصفه الدعاء
حيث قال ( والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قره اعين واجعلنا
للمتقين اماما) اي انهم يدعون ربهم يعني
يجعل في ذريتهم قره العين واجعلهم للمتقين اماما صالحين قدوه حسنه في العبادات
لغيرهم يمتثلون بهم الله عز وجل لعقول اولئك يجزون الغرفة بما صبروا والغرفة هي
درجه عالية في الجنة ويلقون فيها تحيه وسلام خالدين فيها الى الابدي حسنه مستقر
نعمل حسن مستقرا ومقاما ثم ختم الله تعالى الآيات الكلمات( قل ما يعبأ بكم ربي
لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما ) أي أن لولا دعائكم وعبادتكم لربكم ما استجاب لكم ولا نظر لكم ولا احبكم فقد كذبتم
يكون لزاما على المكذبين المعرضين الجاحدين عليهم العذاب اللازم يوم القيامة
سبحانك ربنا يا رب العزة يا عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم
ردحذف