الحمد لله العلي الأعلى الذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى، الحمد لله الذي أضحك وأبكى وأمات وأحيا، الحمد لله الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، مالك الملك ذو الجلال والإكرام.... وأصلي وأسلم على خير خلق الله النبي الهادي البشير طب القلوب ودوائها وعافية اﻷبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...
أما بعد فأوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل..فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.. وإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرا...وإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].
فعن معاوية بنِ أبي سفيان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ ». قسم علماء المسلمين العلم الشرعي من حيث وجوب تعلمه ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يجب على كلّ مسلمٍ تعلّمُه، وهو: ما يُصحِّحُ به المرءُ عقيدتَه وعبادتَه والمعاملاتِ التي يُقدِمُ عليها، ومن ذلك أن يتعلمَ: كيف يُصلي؟ كيف يصوم؟ كيف يبيع؟ كيف يشتري؟ ما هي الواجبات؟ ليمتثلها، وما هي المُحرّمات؟ ليتجنبها؛
وأما القسم الثاني من العلم الشرعي: مالا يجب على المسلم أن يتعلمه وإذا قام به البعض سقط عن الآخرين
ومن هذه العبادات التى يجب عن المسلم أن يتعلمها فهي فريضة من فرائض الله، مفروضة على كل مسلم؛ غنيٍ أو فقير، صحيحٍ أو مريض، ذكرٍ أو أنثى، مقيمٍ أو مسافر، في أمنٍ أو في خوف
فهي واجبة ومفروضة فمن تركها فقد كفر فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)). ومن أجل هذا فإنها أولُ ما يُسألُ عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قبلت قبل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدَّ سائر عمله.
ونستعرض لكم بعض الاخطاء التى يقع فيها الكثير من المصلين هداهم الله الى الحق :-
1- التلفظ بالنية : الكثير من المصليين عندما يدخلون إلى الصلاة تسمعهم يقول بصوت واطى (نويت أصلى صلاة الظهر) وهذا خطأ لأن النية محلها القلب فلا يتلفظ بها سواء أكان فى الوضوء أو الصلاة أو الصيام
2- ترك الطمأنينة في الصلاة :-
روى البخاري في "صحيحه" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ المسجدَ، فدخلَ رجلٌ فصلَّى، فسلَّمَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَرَدَّ، وقال: «ارجعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لم تُصَلِّ». فرجعَ يُصلِّي كما صلَّى، ثم جاءَ، فسلَّمَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: «ارجعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ». حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فقال: والذي بعثَكَ بالحقِّ، ما أُحْسِنُ غيرَهُ، فعَلِّمْنِي؟ فقال: «إذا قمتَ إلى الصلاةِ فكَبِّرْ، ثم اقرأْ ما تيسَّرَ معكَ من القرآنِ، ثم ارْكَعْ حتى تطمئِنَّ راكعًا، ثم ارفعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفعْ حتى تطمئِنَّ جالسًا، وافعلْ ذلكَ في صلاتِكَ كُلِّهَا»
3- عدمُ التلفُّظِ وتحريكِ اللسانِ بأذكارِ الصلاة، فيقرأُ الفاتحةَ ويُسبِّح ويُكبّر بقلبه دون أن يتلفظ ويتحرك بها لسانُه، وهذا خطأٌ، بل هو من مبطلات الصلاة، لأن الواجبَ أن يتلفظَ بذلك ويحركَ به لسانَه، وأما من لا يُحركُ لسانَه فهذه تفكُّرٌ وليست قراءة.
4- الدخول فى الصلاة مع التكبير منحنيا ليلحق الإمام فى الصلاة وهذا خطأ منهيا عنه لأن تكبيرة الإمام لا تصلح إلا إذا كان المصلي قائما
5- مُسابقةَ المأموم للإمام في الرُّكوع أو السُّجود وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ )).
6- الإِسرَاعُ في المَشيِ والجرى من أجل أن يحلق بالإمام : وعذا خِلافُ مَا وَجَّهَ إِلَيهِ النَّبيُّ - فَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ عَن أَبي قَتَادَةَ
إِذَا أَتَيتُم الصَّلاةَ فَعَلَيكُم بِالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدرَكتُم فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُم فَأَتِمُّوا "
7- التأخير عن الصف الأول فى الصلاة فقد كانت الصحابة يتنافسون ويتقاتلون على الصلاة فى الصف الأول : وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " لَو يَعلَمُ النَّاسُ مَا في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثم لم يَجِدُوا إِلاَّ أَن يَستَهِمُوا عَلَيهِ لاستَهَمُوا "
8- رفع القدمين والأنف عن الأرض : ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم؛ على الجبهة - وأشار بيده إلى أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدَمَين». متفق عليه.
9- النظر يمين ويسارا وفوق وأسفل مما يخرج المصلى من الخشوع والطمأنينة فى الصلاة وصحَّ عن أنس ــ رضي الله عنه ــ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ ــ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ ــ: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق